jeudi 25 juin 2015

سبَق المفرِّدُون

ما أعظمَ الطاعات التي يسَّرها الله لعباده كانت فعلية أو قولية ! والتي تحقق للمسلم سعادة الدارين, قال تعالى:﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ و يتفكرون في خلْق السماوات و الأرض ربنا ما خلقْت هذا باطلًا سبحانك فقِنا عذاب النار ﴾ سورة آل عمران, وقال صلى الله عليه وسلم:﴿ سيروا، هذا جُمْدان ، سَبق المُفرِّدُون ﴾ قالوا: وما المفرِّدُون يا رسول الله؟ قال : ﴿ الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ﴾رواه مسلم .و جُمْدان : جبل, فالجبال جعلها الله أوتادًا للأرض ورواسي تحفظها , كي لا تضطرِب , قال جلّ جلاله: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ سورة النبأ , و قال عزَّ و جل : ﴿ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ سورة النحل, و هي في تسبيح لله دائم ، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ﴾ سورة ص. فالجبال شديدة صامِتة, لكنها ناطقة بذِكر الله تعالى , و تتصَدَّع من خشية الله قال جل جلاله: ﴿ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله.. ﴾. وهذا تنْبِيه للإنسان الغافل عن ذكر الله الذي لا يلِين قلبه عند تلاوة الأذكار وسماعها ,وقد أنعم الله عليه بنعمة العقل . فالمخلوقات في تسبيح وسجود لله طائعة . قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ سورة الرعد. فالأذكار حيَاة للقلوب , و طمأنِينة ، قال جلّ جلاله: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾, الرعْد .و كلَّما تقرَّب المسلم من الله زاد إيمانه , و صار يذكر الله بقلبه و لسانه ,ما بين التَّسبيح و التحميد و التهليل و التكبير، وتلاوة القرآن ، و دُعاء الله تعالى وسؤاله جميع الحاجات الدينية والدنيوية، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) سورة الأحزاب .
عبد العزيز السلامة / أوثال


سبَق المفرِّدُون

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire